كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

وزاد (¬1): "لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَعرَ، وَلكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ".
"قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة" في الأجر.
"قالوا: بلى" إنما قدم لهم الاستفهام، ليكون ما يذكره أوقع في قلوبهم ويتشوقون إلى ما بعده، ويطلبونه الإخبار، فيكونون أشد إصغاءً إليه.
"قال: صلاح ذات البين" في "الكشاف" (¬2) في تفسير قوله تعالى: {وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} (¬3) فإن قلت: ما حقيقة قوله: (ذات بينكم) قلتُ: يعني ما بينكم من الأحوال، حتى تكون أحوال (أُلفة) ومحبة واتفاق، كقوله: {بِذَاتِ الصُّدُورِ (119)} (¬4) وهي مضمراتها، لما كانت الأحوال ملابسة للبين [190 ب] قيل لها ذات البين، كقولهم: اسقني ذا إناؤك، يريدون ما في الإناء من الشراب. انتهى.
"فإن فساد ذات البين هي الحالقة" قال ابن الأثير (¬5): الخصلة التي من شأنها أنها تحلق، أراد أنها خصلة سوء، تذهب الدين كما يذهب الموسى الشعر. انتهى.
¬__________
= وأخرجه أحمد (6/ 445)، والبخاري في "الأدب المفرد" رقم (391)، وابن حبان رقم (5092)، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (75)، والبيهقي في "شعب الإيمان" رقم (11088)، وفي "الآداب" رقم (117)، والبغوي في "شرح السنة" رقم (3538). وهو حديث صحيح.
(¬1) أي: الترمذي في "السنن" رقم (2510)، وهو حديث حسن.
(¬2) (2/ 552)
(¬3) سورة الأنفال الآية: (1).
(¬4) سورة آل عمران الآية: (119).
(¬5) في "غريب الجامع" (6/ 668).

الصفحة 675