كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

"فقال: يا أيها الناس" كأن المراد بعد حمده لله كما هو عادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في خطبه.
"قمت" أي: خطيباً.
"فيكم كقيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " خطيباً. "فينا".
"قال" أي: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
"أوصيكم بأصحابي" إن قلتَ: المخاطبون هم أصحابه الموصى بهم، قلتُ: نعم، فيكون المراد: أوصيكم في بعضكم البعض، ولأن خطابه وإن كان للسامعين فحكمه شامل للعالمين، أو المراد وصية خاصة وهي في قبول رواياتهم كما يدل له ما يأتي.
"ثم الذين يلونهم" وهم التابعون.
"ثم يفشو الكذب" يكثر، وإذا فشا الكذب، فلا تقبل رواية راوٍ إلا بعد معرفة شروط [191 ب] قبولها.
"حتى يحلف الرجل ولا يستحلف" لا يطلب منه اليمين بل يتبرع بها، والمراد اليمين التي يقتطع بها حق، لا ما يجري في المحاورات ونحوها، يدل له قرنها بقوله: "ويشهد" يؤدي الشهادة قبل أن تطلب. "ولا يستشهد".
"ألا لا يخلون رجل (¬1) بامرأة" أجنبية. "إلا كان ثالثهما الشيطان" يوسوس لكل منهما بالأمر المحظور، فربما أوقعها فيه، فنهى عن الخلوة سداً للذريعة (¬2).
"عليكم بالجماعة" وهم أتباع الحق حيث كانوا. "وإياكم والفرقة" المخالفة للجماعة.
"فإن الشيطان مع الواحد" يضله ويغويه ويَعِدُه ويُمنيه. "وهو من الاثنين أبعد" فكيف من كان مع الجماعة.
¬__________
(¬1) تقدم بيانه.
(¬2) انظر: "تحفة المحتاج شرح المنهاج" (9/ 20 - 21)، "البناية في شرح الهداية" (11/ 146 - 147).

الصفحة 677