كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

قوله: "أخرجه الخمسة".
السابع: حديث أنس أيضاً.
7 - وعنه - رضي الله عنه - قال: لمَّا قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ - رضي الله عنه - آخَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ، وَعِنْدَ الأَنْصَارِيِّ امْرَأَتَانِ فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ. فَقَالَ لَهُ: بَارَكَ الله لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ. فَأَتَى السُّوقَ فَرَبِحَ شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ. فَرَآهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ أَيَّامٍ وَعَلَيْهِ وَضرٌ مِنْ صُفْرةٍ, فَقَالَ: "مَهْيَمْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ؟ " فَقَالَ: تَزَوَّجْتُ أَنْصَارِيَّةً. قَالَ: "فَمَا سُقْتَ إِلَيْهَا؟ " قَالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ". أخرجه الستة (¬1).
وزاد في رواية: بعد قوله: "منْ ذَهَبٍ قَالَ: فَبَارَكَ الله لَكَ".
"الوَضَرُ" (¬2) هنا أثر من خُلوف أو طِيب.
"وَمَهْيَمْ" (¬3) كلمة يمانية بمعنى ما أمرك وما شأنك.
"وَالنَّوَاةُ" (¬4) اسم لما وزنُهُ خمسةُ دَرَاهِمَ كَمَا سموا الأربعين أوقية والعشرين نشاً.
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري رقم (5153)، ومسلم رقم (79/ 1437)، وأبو داود رقم (2109)، والترمذي رقم (1094)، والنسائي رقم (3351)، وابن ماجه رقم (1907).
وهو حديث صحيح.
(¬2) قال ابن الأثير في "النهاية" (2/ 857) أي: لطخاً من خلوق، أو طيب له لون، وذلك من فعل العروس إذا دخل على زوجته.
والوضَر: الأثر من غير الطيب.
انظر: "الفائق" للزمخشري (4/ 65).
(¬3) انظر: "النهاية" (2/ 693).
"غريب الحديث" للخطابي (1/ 206).
(¬4) انظر: "الإيضاحات العصرية" (ص 184). "مقاييس اللغة" (ص 966)، "تهذيب اللغة" (15/ 557).

الصفحة 692