كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

قوله: "لما قدم عبد الرحمن بن عوف" أحد العشرة، والمراد: قدم من مكة. "المدينة" مهاجراً.
"آخى" من المؤاخاة، وهو جعل كل واحد أخاً للآخر.
"النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري" فإنه - صلى الله عليه وسلم - آخى بين المهاجرين والأنصار، وآخى أيضاً بين المهاجرين بعضهم مع بعض.
"وعند الأنصاري امرأتان" زوجتان.
"فعرض الأنصاري عليه" على عبد الرحمن.
"أن يناصفه أهله وماله" أي: يجعل له نصف ما لديه من كل شيء.
"فقال" عبد الرحمن. "له: بارك الله لك في أهلك ومالك" ولم يقبل منه ذلك.
ثم قال ابن عوف. [198 ب]. "دلوني على السوق" يريد التجارة فيه.
"فأتى السوق فربح فيه شيئاً من أقط" في "القاموس" (¬1): الأقط مثلثة وتحرك وككتف ورجلٍ وإبلٍ: شيء يتخذ من المخيض.
"فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أيام وعليه وضرٌ" في "القاموس" (¬2): الوضر محركة وذكر له معانياً، منها: من زعفران (¬3)، وهو المراد هنا كما دل له "من صفرة" وكأنه ذلك علق به من المرأة ولم يكن في جسده.
والكراهة لمن تزعفر في بدنه أشد من الكراهة لمن تزعفر بدنه.
"فقال مهيم" (¬4) بفتح الميم وسكون الهاء وفتح المثناة، كلمة استفهام، أي: ما حالك وما
¬__________
(¬1) "القاموس المحيط" (ص 850).
(¬2) "القاموس المحيط" (ص 634).
(¬3) قال الفيروز أبادي: واللطخ من الزعفران ونحوه.
(¬4) انظر: "النهاية في غريب الحديث" (2/ 693). "غريب الحديث" للخطابي (1/ 206).

الصفحة 693