كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

والثاني: قوله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)} (¬1).
الثالث: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل الصلاة طول القنوت" (¬2).
وقالت طائفة: السجود [أفضل] (¬3)، واحتجت بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" (¬4) وبحديث معدان بن أبي طلحة قال: لقيت ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: حدثني بحديث عسى الله أن ينفعني به، فقال: عليك بالسجود؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من عبد سجد لله سجدة إلَّا رفع الله له بها درجة وحط عنه خطيئة" (¬5) قال معدان: ثم لقيت [272 ب] أبا الدرداء فسألته فقال لي مثل ذلك.
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لربيعة بن كعب الأسلمي وقد سأله مرافقته في الجنة فقال: "أعني على نفسك بكثرة السجود" (¬6).
وأول سورة أنزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة اقرأ على الأصح، وختمها بقوله: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)} (¬7)، وبأن السجود لله يقع من المخلوقات علويها وسفليها، وبأن الساجد
¬__________
(¬1) سورة البقرة الآية (238).
(¬2) تقدم آنفاً.
(¬3) سقطت من (أ. ب)، وأثبتناها من "زاد المعاد".
(¬4) تقدم وهو حديث صحيح.
(¬5) أخرجه مسلم رقم (488)، والترمذي رقم (388)، والنسائي في "المجتبى" (2/ 228)، وابن ماجه رقم (1423). وهو حديث صحيح.
(¬6) أخرجه مسلم رقم (489)، وأبو داود رقم (1320)، والنسائي في "السنن" رقم (1138)، وهو حديث صحيح.
(¬7) سورة العلق الآية (19).

الصفحة 8