كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 6)

"فقلت يا رسول الله! إن كنت": (إن) هذه مفخخة من المثقلة، واللام في
"لأظن" للفرق بينهما وبين (إن) الشرطية والنافية؛ أي: أن الشأن كنت أظن "حين أنزل الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى} "؛ أي: بالتوحيد، وهو شهادة أن لا إله إلا الله.
{وَدِينِ الْحَقِّ} وهو دين الإسلام.
" {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33] = أن ذلك تامٌ"؛ أي: أن عبادة الأصنام قد تمت، ولا تكون كذلك بعدُ أبدًا.
"قال"؛ أي: النبي - صلى الله عليه وسلم -.
"إنه": الضمير للشأن.
"سيكون من ذلك"؛ أي: من عبادتها.
"ما شاء الله تعالى"؛ أي: مدةً يشاءُها، وقد بيَّن ذلك بقوله:
"ثم بعث الله ريحًا طيبة؛ فتوفيَّ كلَّ من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيبقي من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم":المشركين.
* * *

4274 - عن عبدِ الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فيمكث أربعين -لا أدري أربعين يومًا أو شهرًا أو عامًا-، فيبعثُ الله عيسي بن مريم عليهما السَّلامُ كأنَّهُ عُروةُ بن مسعودٍ - رضي الله عنه - فيطلبه فيهلكه، ثُمَّ يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوةٌ، ثم يرسلُ الله ريحًا باردَةً من قبل الشام، فلا يبقي علي وجه الارض أحدٌ في قلبهِ مثقال ذرَّةٍ من خيرٍ أو إيمانٍ إلَّا قَبضَتهُ، حتى لو أحدكم دخل في كبد جبلٍ لدخلتهُ عليه حتي تقبضهُ" قال: فيبقي شرارُ النَّاس في خِفَّةِ الطير وأحلام السِّباع، لا يعرفون معروفًا

الصفحة 15