كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 6)

(البعث): الجماعة يبعثون لأمر إلى موضع، والمراد: المبعوثون إلى النار.
"فيقال: من كم كم؟ ": هذا استفهام عن مقدار المخرج منه والمخرج، قيل: (كم) الأولى خبر مقدم، و (كم) الثانية مبتدأ.
"فيقال: من كل ألف تسع مئة": مفعول فعل محذوف؛ أي: أخرجوا تسع مئة "وتسعة وتسعين": قيل: هم ممن استوجبَوا النار بذنوبهم، يُعرضون عليها، ويُتركون فيها بقدر ما تقتضيه ذنوبهم، ويجوز أن يُصرفوا عن طريق جهنم بالشفاعة.
"قال: {يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا} ": جمع وليد، وهو الصبي.
" {شَيْبًا} [مريم: 4] ": جمع أشيب؛ أي: يصير الأطفال شيبًا من أهوال ذلك اليوم وشدائده، ويجوز أن يراد به: عظم الأهوال، لا حقيقة صيرورتهم شيبًا؛ يعني: لو أن وليدًا شابَ من واقعة عظيمة، لكان شاب في ذلك اليوم.
"وذاك {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم: 42] "؛ أي: عن أمر عظيم، وهو: أهوال القيامة، والساق: الشدة والمشقة، يقال: كشفت الحربُ عن الساق: إذا اشتد الأمر في الحرب.

مِنَ الحِسَان: * * *

4275 - عن مُعاوِيَةَ - رضي الله عنه - قالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "لا تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ حتَّى تَنْقَطِعَ التَّوبَةُ، ولا تَنْقَطِعُ التَّوبَةُ حتَّى تَطْلُعَ الشمْسُ منْ مَغْرِبها".

"من الحسان":
" عن معاوية - رضي الله تعالى عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تنقطع الهجرةُ"؛ أي: من المعاصي إلى الطاعة، ومن الكفر إلى الإيمان" أو عن ديار الشر إلى ديار الخير.

الصفحة 18