كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 6)
"إنهم لن يزالوا مرتدين على أعقابهم حين فارقتهم": لم يرد به الردة عن الإِسلام؛ إذ لم يرتد أحدٌ من الصحابة، وإنما ارتد قوم من جفاة العرب، بل المعنى: تخلفوا عن بعض الحقوق الواجبة، وأساءوا السيرة، بدليل التقييد بـ (على أعقابهم).
"فأقول كما قال العبد الصالح": وهو عيسى عليه السلام.
{وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا}؛ أي: رقيباً أمنعهم من الكفر.
{مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي}؛ أي: قبضتني ورفعتني إليك.
{كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ}؛ أي: الحفيظ.
{عَلَيْهِمْ}: تحفظ أعمالهم، {وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة: 117].
{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ}: بإقامتهم على الكفر.
{فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ}: أحقاء بالتعذيب؛ لأنك المالك المتصرف.
{وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ}؛ أي: للمؤمنين منهم، {فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118].
"إلى قوله: {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118] ": تلخيصه: إن تعذب فعدل، وإن تغفر ففضل.
* * *
4288 - عن عائِشَةَ رضي الله عنها قالت: سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيامَةِ حُفاةً عُراةً غُرْلاً"، قلتُ: يا رسولَ الله! الرِّجالُ والنِّسَاءُ جَميعاً يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ؟ فقالَ: "يا عائشةُ! الأَمرُ أَشَدُّ مِنْ أنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ".
"عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يحشر
الصفحة 29
774