كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 6)

الناس يوم القيامة حُفاة عُراة غُرلاً، قلت: يا رسول الله! الرجال والنساء جميعًا ينظر بعضهم إلى بعض؟! فقال: يا عائشة! الأمر أشد من أن ينظرَ بعضهم إلى بعض": المراد من الأمر: أهوال يوم القيامة وشدته من دنو الشمس، وطول الموقف، والسؤال والحساب.
* * *

4289 - عن أنس - رضي الله عنه -: أنَّ رَجُلاً قالَ: يا نبيَّ الله! يُحْشَرُ الكافِرُ على وَجْههِ يومَ القِيامَةِ؟ قال: "أليْسَ الذِي أمْشاهُ على الرِّجلَيْنِ في الدُّنيا قادِرٌ على أنْ يُمْشِيَه على وَجْهِهِ يَوْمَ القِيامَةِ؟ ".
"عن أنس - رضي الله عنه -: أن رجلًا قال: يا نبي الله! كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرًا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟ ": قيل: كان سؤال السائل عند نزول قوله تعالى: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ} الآية، فإن الحشر إذا كان على الوجه، يفهم منه أن المشي يكون كذلك باستصحاب الحال، كأن السائل قال: كيف يمشي الكافر على وجهه؟
* * *

4290 - عن أبي هُريرةَ - رضي الله عنه -: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "يَلقَى إبراهيمُ أباهُ يومَ القِيامَةِ وعلى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وغَبَرَةٌ، فيقولُ لهُ إبراهيمُ: ألمْ أقُلْ لكَ: لا تَعْصِني؟ فيقولُ لهُ أبوهُ: فاليَوْمَ لا أَعصِيكَ، فيقُولُ إبراهيمُ: يا ربِّ! إنَّكَ وعَدْتَنِي أنْ لا تُخزِيَني يَوْمَ يُبعَثونَ، فأيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أبي الأَبْعَدِ؟ فيقولُ الله عز وجل: إنِّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ على الكافِرينَ، ثُمَّ يُقالُ لإبراهيمَ: ما تحتَ رِجلَيْكَ؟ فينظُرُ فإذا هوَ بذِيخٍ مُتَلطّخٍ، فيُؤخَذُ بقَوائِمِهِ فيُلقَى في النَّارِ".

الصفحة 30