كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 6)
"فيلقى في النار": حوَّل الله تعالى صورته إلى تلك الصورة تسليةً لإبراهيم عليه السلام؛ لئلا يخزيه لو رآه قد ألقاه في النار على صورته.
* * *
4291 - وقالَ: "يَعْرَقُ النَّاسُ يَوْمَ القِيامَةِ حتَّى يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ في الأَرْضِ سَبعينَ ذِراعًا، ويُلْجمهُمْ حتَّى يَبْلُغَ آذانَهُمْ".
"وقال: يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهبَ عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً": قيل: سبب هذا العرق تراكم الأهوال، وتزاحم حرِّ الشمس والنار، كما جاء في الرواية: أن جهنم تُديرُ أهلَ المحشر يوم القيامة، فلا يكون للجنة طريق إلا الصراط.
"ويلجمهم"؛ أي: يصلُ العرق إلى أفواههم، فيصير لهم كاللجام يمنعهم عن الكلام.
"حتى يبلغ آذانهم".
* * *
4292 - وقال - صلى الله عليه وسلم - "تُدْنىَ الشَّمْسُ يَوْمَ القِيامَةِ مِنَ الخَلْقِ حتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كمِقْدارِ مِيلٍ، فَيكونُ النَّاسُ على قَدْرِ أَعْمالهِمْ في العَرَقِ، فمِنْهُمْ مَنْ يكونُ إلى كَعْبَيْهِ، ومنهُمْ مَنْ يكونُ إلى رُكبتَيْهِ، ومنهُمْ مَنْ يكونُ إلى حَقْويهِ، ومنهُمْ مَنْ يُلْجمُهُ العَرَقُ إِلْجاماً". وأَشَارَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بيدِه إلى فيهِ.
"وقال - صلى الله عليه وسلم -: تُدنى الشمسُ يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل": أراد به: الميل الذي تكتحل به العين، وقيل: ثلث فرسخ، وقيل: قطعة من الأرض ما بين العلمين، وقيل: مد البصر.
"فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق؛ فمنهم من يكون إلى كعبيه،
الصفحة 32
774