كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 6)

وَيبقَى مَنْ كانَ يَسْجُدُ في الدُّنيا رِياءً وسُمْعَةً، فيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا واحِداً".
"وقال: يكشِفُ ربنا عن ساقه": معناه عند المؤوِّلين: مَثَلٌ في شدة الأمر وصعوبة الخطب، والأصل فيه: أن يموت الولد في بطن الناقة، فيدخل الرجل يده في رحمها، فيأخذ بساقه؛ ليخرجه، فإذا هو الكشف عن الساق، ثم استعمل في كل أمر فظيع، وأضافَ الساق إلى ربنا؛ تنبيهاً على أن الساق هي الشدة التي لا يُجلِّيها لوقتها إلا هو.
"فيسجد له كلُّ مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياءً وسمعة": السُّمعة، الصيت والشهرة.
"فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقًا واحد": الطبق: فِقارُ الظهر، واحدها: طبقة، يريد: أنه تفسير فِقاره كلها كالفقرة الواحدة، فلا يقدر عَلى السجود.
* * *

4295 - وقالَ - صلى الله عليه وسلم -: "لَيَأتيَنَّ الرَّجُلُ العَظيمُ السَّمِيْنُ يَوْمَ القيامَةِ لا يَزِنُ عِنْدَ الله جَناحَ بَعُوضَةٍ"، وقالَ: "أقرَؤُوا: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} ".
"وقال - صلى الله عليه وسلم -: ليأتي الرجلُ العظيمُ السمين يوم القيامة لا يزنُ عند الله جناحَ بعوضة"؛ أي: ما له قدر ومنزلة؛ لخسته وحقارته.
"وقال: اقرؤوا: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: 105] "؛ أي: قدراً.

مِنَ الحِسَان:
* * *

الصفحة 35