كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 6)

"ماؤه أبيضُ"؛ أي: أشد بياضًا "من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه": جمع كوز.
"كنجوم السماء"؛ أي: كعدد نجومها في الكثرة.
"من شرب منها"؛ أي: من الكيزان.
"فلا يظمأ أبدًا"؛ لأن الشرب منها علامةٌ للمغفرة، والمغفورُ لا يلحقه ضررُ ظمأ ولا غيره.
* * *

4314 - وقال: "إنَّ حَوْضي أَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ مِنْ عَدَنَ، لهوَ أَشدُّ بَياضاً مِنَ الثَّلْج، وأَحْلَى مِنَ العَسَلِ باللبن، ولاَنيَتُهُ أكثَرُ منْ عَدَدِ النُّجومِ، وإنِّي لأَصُدُّ النَّاسَ عنهُ كما يَصُدُّ الرَّجُلُ إبلَ النَّاسِ عنْ حَوْضهِ"، قالوا: يا رسولَ الله! أتعْرِفُنَا يومئذٍ؟ قال: "نعمْ، لكُمْ سِيما ليستْ لأَحَدٍ مِنَ الأُمَم، تَرِدُونَ عَلَيَّ غُراً مُحَجَّلينَ مِنْ أثرِ الوُضُوءَ".
ويُروَى: "تُرَى فيهِ أَبارِيقُ الذَّهَبِ والفِضَّةِ كعَدَدِ نُجومِ السَّماءَ".
ويُروَى: "يَغُتُّ فيهِ ميزابانِ يَمُدَّانِهِ مِنَ الجَنَّةِ، أَحَدُهُما مِنْ ذَهَبٍ، والآخَرُ منْ وَرِقٍ".
"وقال: إن حوضي أبعد من أَيْلَةَ"؛ أي: من بعد أيلة بفتح الهمزة وسكون الياء: بلد بالساحل من آخر بلاد الشام مما يلي بحر اليمن.
"من عدن": آخر بلاد اليمن مما يلي بحر الهند.
وقد جاء في حديث ثوبان: "ما بين عدن إلى عُمان"، وفي حديث حارثة: "كما بين صنعاء والمدينة" والتوفيق: أن إخباره عليه السلام عن ذلك على طريق التقريب، لا على سبيل التحديد، والتفاوت من اختلاف أحوال السامعين في

الصفحة 52