كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 6)
الإحاطة بها علماً.
"لهو أشد بياضاً من الثلج، وأحلى من العسل باللبن، ولآنيته أكثرُ من عدد النجوم، وإني لأصدُّ الناسَ عنه"؛ أي: لأمنعهم عن حوضي، قيل: أراد بها: الكفار، ويجوز أن تكون أمة غيره من الأمم.
"كما يصدُّ الرجل"؛ أي: يمنع "إبلَ الناس عن حوضه، قالوا: يا رسول الله! أتعرفنا يومئذ، قال: نعم، لكم سِيمَا"؛ أي: علامة.
"ليست لأحد من الأمم، تردون عليَّ غُراً": جمع الأغر، وهو الأبيض الوجه.
"محجَّلين": المحجل مفعول من (التحجيل)، وهو بياض الأيدي والأرجل إلى المرافق، وهما منصوبان على الحال؛ يعني: علامة أمتي من بين الأمم نورٌ يلوح في أعضاء وضوئهم
"من أثر الوضوء"، وبذلك يتميزون عن غيرهم.
"وفي رواية أنس - رضي الله عنه -: ترى فيه"؛ أي: في حوضي.
"أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء".
"وفي رواية ثوبان: يغت فيه"؛ أي: يسيل متتابعًا.
"ميزابان يمدانه"؛ أي: الحوض.
"من الجنة؛ أحدُهما من ذهب، والآخرُ من وَرِقٍ"؛ أي: فضة.
* * *
4315 - وقال: "إنِّي فَرَطُكُمْ على الحَوْضِ، مَنْ مرَّ عليَّ شَرِبَ، ومَنْ شرِبَ لمْ يَظْمَأ أَبَداً، لَيَرِدَنَّ عليَّ أَقْوامٌ أعرفُهُمْ وَيعْرِفُونَنِي ثمَّ يُحَالُ بَيْني وبَيْنَهُمْ، فأقولُ: إنَّهمْ مِنِّي، فيُقالُ: إنَّكَ لا تَدري ما أَحْدَثوا بَعْدَكَ، فأقولُ: سُحْقًا سُحْقاً لَمنْ غَيَّرَ بَعْدِي".
الصفحة 53
774