كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 6)

بمُحَمَّدٍ، فيأتوننَي فأقولُ: أنا لها، فأَسْتاذِنُ على ربي فَيُؤذَنُ لي، ويُلهِمُني مَحامِدَ أَحْمَدُهُ بها لا تَحْضُرُني الآنَ، فأَحْمَدُهُ بتلكَ المَحامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لهُ ساجِداً فيُقال: يا مُحَمَّدُ! اِرفَعْ رأسَكَ، وقُلْ تُسْمَعْ، وسَلْ تُعطَة، واشْفَع تُشَفَّعْ، فأقولُ: يا رَبِّ! أُمَّتي، أُمَّتي، فيُقالُ: اِنْطَلِقْ فأَخْرِجْ منها مَنْ كانَ في قلبهِ مِثقالُ شَعيرةٍ منْ إيمانٍ، فأَنْطَلِقُ فأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ فأَحْمَدُهُ بتِلكَ المَحامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لهُ ساجِداً، فيُقال: يا مُحَمَّدُ! ارفَعْ رأسَكَ، وقُلْ تُسمَعْ، وسَلْ تُعطَهْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأقولُ: يا رَبِّ! أُمَّتي، أُمَّتي، فيُقَالُ: اِنْطَلِقْ فأَخْرِجْ مَنْ كانَ في قَلْبهِ مِثقالُ ذرَّةٍ أو خردلةٍ مِن إيمانٍ، فأَنطَلِقُ فَأَفْعَلُ، ثمَّ أَعُودُ فأحمدُهُ بتلكَ المَحامِدِ، ثمَّ أَخِرُّ لهُ ساجِداً، فيُقالُ: يا مُحَمَّدُ! اِرْفَعْ رأْسَك، وقُلْ تُسْمَعْ، وسَل تُعطَهْ، واشفَعْ تُشفَّعْ، فأقولُ: يا رَبِّ! أُمَّتي، أُمَّتي، فيُقالُ: اِنْطَلِقْ فأخرِجْ مَنْ كانَ في قَلْبهِ أَدْنَى أدنَى أدنىَ مِثْقالِ حَبَّةِ خَرْدلةٍ مِنْ إيمانٍ فأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ، فأَنْطَلِقُ فأَفْعَلُ، ثمَّ أعودُ الرَّابعةَ فأَحْمَدُهُ بتلكَ المَحامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لهُ ساجِداً، فيقالُ: يا مُحَمَّدُ! اِرفَعْ رأْسَكَ، وقُلْ تُسْمَعْ، وسَلْ تُعطَهْ، واشفَعْ تُشفَّعْ، فأقولُ: يا رَبِّ! ائْذَنْ لي فيمَنْ قالَ: لا إله إلَّا الله، قال: ليسَ ذلكَ لكَ، ولكنْ وعِزَّتي وجَلالي وكِبريائي وعَظَمتي، لأُخْرِجَنَّ منها مَنْ قال: لا إله إلَّا الله".
"عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا كان يوم القيامة ماجَ الناس"؛ أي: اختلط.
"بعضُهم في بعض": مقبلين مدبرين حَيارى.
"فيأتون آدم عليه السلام، فيقولون: اشفع لنا إلى ربك، فيقول: لست لها"؛ أي: للشفاعة.
"ولكن عليكم بإبراهيم"؛ أي: الزموه؛ فالباء زائدة، أو تشفعوا وتوسلوا به؛ فالباء غير زائدة.

الصفحة 59