كتاب تفسير البحر المحيط - العلمية (اسم الجزء: 6)

" صفحة رقم 475 "
، فتستحقون العقاب ) فَسَوْفَ يَكُونُ ( العقاب وهو ما أنتجه تكذبيكم ونفس لهم في حلوله بلفظة ) فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً ( أي لازماً لهم لا ينفكون منه . وقرأ عبد الله وابن عباس وابن الزبير : فقد كذب الكافرون وهو محمول على أنه تفسير لا قرآن ، والأكثرون على أن اللزام هنا هو يوم بدر وهو قول ابن مسعود وأُبَيّ . وقيل : عذاب الآخرة . وقيل : الموت ولا يحمل على الموت المعتاد بل القتل ببدر . وقيل : التقدير ) فَسَوْفَ يَكُونُ ( هو أي العذاب وقد صرح به من قرأ ) فَسَوْفَ يَكُونُ ( العذاب ) لِزَاماً ( والوجه أن يترك اسم كان غير منطوق به بعدما علم أنه مما توعد به لأجل الإبهام وتناول ما لا يكتنهه الوصف . وعن ابن عباس ) فَسَوْفَ يَكُونُ ( هو أي التكذيب ) لِزَاماً ( أي لازماً لكم لا تعطون توبة ذكره الزهراوي . قال الزمخشري : والخطاب إلى الناس على الإطلاق ومنهم مؤمنون عابدون ومكذبون عاصون ، فخوطبوا بما وجد في جنسهم من العبادة والتكذيب ) فَقَدْ كَذَّبْتُمْ ( يقول إذا أعلمتكم أن حكمي أنى لا أعتد إلاّ بعبادتهم ، فقد خالفتم بتكذيبكم حكمي فسوف يلزمكم أثر تكذيبكم حتى يكبكم في النار . ونظيره في الكلام أن يقول الملك لمن عصى عليه : إن من عادتي أن أحسن إلى من يطيعني ويتبع أمري ، فقد عصيت فسوف ترى ما أحل بك بسبب عصيانك . وقرأ ابن جريج : فسوف تكون بتاء التأنيث أي فسوف تكون العاقبة ، وقرأ الجمهور ) لِزَاماً ( بكسر اللام . وقرأ المنهال وأبان بن ثعلب وأبو السمال بفتحها مصدر يقول لزم لزوماً ولزاماً ، مثل ثبت ثبوتاً وثباتاً . وأنشد أبو عبيدة عليّ كسر اللام لصخر الغي : فإما ينج من حتف أرض
فقد لقيا حتوفهما لزاماً
ونقل ابن خالويه عن أبي السمال أنه قرأ لزام على وزن حذام جعله مصدراً معدولاً عن اللزمة كفجار معدول عن الفجرة .

الصفحة 475