كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

رسول الله - صلى الله عليه وسلم، المعنى: ما هم إلا جند من الكفار المتحزبين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكسورٌ عن قريب، فمن أين لهم التدابير الإلهية؟! فلا يضيق صدرك، فإني ناصرك.
...
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12)}.

[12] ثم ذكر المتحزبين قبلهم فقال: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ} أي: البناء المحكم، وكان أيضًا يعذب الناس بالأوتاد.
...
{وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ (13)}.

[13] {وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ} وهم قوم شعيب، وتقدم تفسير (الأيكة)، واختلاف القراء فيها في سورة الشعراء.
{أُولَئِكَ} المذكورون {الْأَحْزَابُ} الذين تحزبوا على الأنبياء.
...
{إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14)}.

[14] {إِنْ كُلٌّ} أي: ما كل واحد من الأحزاب {إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ} لأنهم إذا كذبوا واحدهم، فقد كذبوا جميعَهم؛ لأن دعوتهم واحدة.
{فَحَقَّ عِقَابِ} وجب عليهم عذاب. قرأ يعقوب: (عِقَابِي) بإثبات الياء (¬1).
¬__________
(¬1) انظر: "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 362)، و"معجم القراءات القرآنية" (5/ 257).

الصفحة 10