كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

{وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19)}.

[19] {وَالطَّيْرَ} عطف على الجبال.
{مَحْشُورَةً} حال؛ أي: مجموعةً إليه.
{كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ} مطيع رجَّاع بصوته، فكان إذا سبح، سبحت الجبال، وجمعت له الطير، فسبحت معه.
...
{وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20)}.

[20] {وَشَدَدْنَا} قَوَّينا {مُلْكَهُ} بالعدل والتأييد.
{وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ} النبوة {وَفَصْلَ الْخِطَابِ} علم القضاء، والخطاب: قول يفهم منه من سمعه شيئًا مفيدًا.
...
{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21)}.

[21] روي أن داود لما صار له ثمان وخمسون سنة، وهي السنة الثانية والعشرون من ملكه، كانت قصته مع أوريا وزوجته، وملخصها: أنه رأى في الكتب ما أُعطي إبراهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من الأنبياء - صلوات الله عليهم -، فقال: يا رب! أرى الخير كله قد ذهب به آبائي الذين كانوا قبلي، فأوحى الله إليه أنهم ابتلوا فصبروا، فقال: يا رب! لو ابتليتني، لصبرت، فأوحي إليه أنك تبتلى في شهر كذا في يوم كذا، فاحترس، فلما جاء الموعد، دخل محرابه، وأغلق عليه بابه، فجاءه الشيطان في صورة حمامة من ذهب فيها من كل لون حسن، فوقعت بين رجليه، فأراد أخذها

الصفحة 13