كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

{أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28)}.

[28] ولما قال الكفار (¬1) للمؤمنين: إنا نعطى في الآخرة مثلَ أجركم، نزل:
{أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} أي: لا نجعل الصالحين كالطالحين، ولا المتقين كالكافرين.
...
{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)}.

[29] {كِتَابٌ} خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هذا كتاب.
{أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} لينظروا في معانيها فيؤمنون. قرأ أبو جعفر: (لِتَدَبَّرُوا) بالخطاب بتاء واحدة مع تخفيف الدال، وقرأ الباقون: بالغيب وتشديد الدال؛ أي: ليتدبروا، فأدغمت التاء (¬2).
{وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} ويتعظ ذوو العقول السليمة.
...
{وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)}.

[30] {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ} سليمانُ؛ لأنه المخصوص بالمدح.
¬__________
(¬1) في "ت": "ولما قال كفار قريش".
(¬2) انظر: "تفسير البغوي" (3/ 702)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 361) , و"معجم القراءات القرآنية" (5/ 264).

الصفحة 22