كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41)}.

[41] ثم أمر - صلى الله عليه وسلم - بذكر - أيوب عليه السلام - وما ابتلي به؛ ليأتم به (¬1) الصابرون، فقال تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي} أي: بأني (¬2) {مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ} مشقة {وَعَذَابٍ} ألم المرض. قرأ حمزة: (مَسَّنِي الشَّيْطَانُ) بإسكان الياء، والباقون: بفتحها، وقرأ أبو جعفر: (بِنُصُبٍ) بضم النون والصاد، وقرأ يعقوب: بفتحهما (¬3)، وقرأ الباقون: بضم النون وإسكان الصاد (¬4)، وكلها لغات بمعنى البلاء والشدة، والمراد: ما قاساه في مرضه قال: {مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ} تأدبًا مع الله تعالى، وإن كانت الأشياء كلها منه تعالى، ونسب ذلك إلى الشيطان؛ لأنه كان بسببه ووسوسته، وتقدم ذكر القصة في سورة الأنبياء.
...
{ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42)}.

[42] فعوفي، وقيل له: {ارْكُضْ} اضرب الأرض {بِرِجْلِكَ} فركض، فنبعت عين ماء، فقيل: {هَذَا مُغْتَسَلٌ} أي: موضع غسل.
{بَارِدٌ وَشَرَابٌ} أي: ماء تغتسل به، وتشرب منه فتبرأ.
¬__________
(¬1) "ليأتم به" ساقطة من "ت".
(¬2) "أي: بأني" زيادة من "ت".
(¬3) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 557)، و"التيسير" للداني (ص: 188)، و"معجم القراءات القرآنية" (5/ 266).
(¬4) انظر: "تفسير البغوي" (3/ 709)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 361)، و"معجم القراءات القرآنية" (5/ 266 - 267).

الصفحة 32