كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

روي أنه ركض باليمنى (¬1)، فخرجت عين حارة، وركض باليسرى، فخرجت عين باردة، فاغتسل من الحارة، وشرب من الباردة، فزال عنه كل ألم كان بظاهره وباطنه (¬2).
وروي أن سبب بلاء أيوب أنه دخل مع أهل قريته على مَلِكهم، فكلَّموه في ظلمه، وأغلظوا له، إلا أيوب؛ فإنه رفق به مخافة على زرعه، فعاقبه الله على ذلك ببلائه (¬3).
...
{وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (43)}.

[43] {وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ} روي أن الله سبحانه وهب له أهله وماله في الدنيا، فأحيا الله (¬4) مَنْ مات منهم، وما هلك من ماشيته وماله (¬5).
{وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ} بارك في جميع ذلك، وولد له الأولاد حتى تضاعف الحال.
¬__________
(¬1) في "ت": "باليمين".
(¬2) انظر: "الكشاف" للزمخشري (4/ 99)، و"البحر المحيط" لأبي حيان (7/ 384)، وظاهر نظم القرآن الكريم عدم تعدد الضرب والنبع، كما ورد في "روح المعاني" للألوسي (23/ 207)، و"الإسرائيليات" لأبي شهبة (ص: 281).
(¬3) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10/ 61)، عن الليث بن سعد.
(¬4) لفظة الجلالة لم ترد في "ش".
(¬5) انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية (4/ 508).

الصفحة 33