كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)
{وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (62)}.
[62] ولما دخل الكفار من صناديد قريش النار، تحيروا {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى} هنا {رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ} في الدنيا {مِنَ الْأَشْرَارِ}؟ يعنون: فقراء المسلمين، وهم عمار، وخباب، وصهيب، وبلال، وسلمان رضي الله عنهم (¬1).
{أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (63)}.
[63] ثم ذكروا أنهم كانوا يسخرون من هؤلاء، فقالوا: {أَتَّخَذْنَاهُمْ} قرأ أبو عمرو، ويعقوب، وحمزة، والكسائي، وخلف: (مِنَ الأَشْرَارِ اتَّخَذْنَاهُمْ) بوصل همزة (اتَّخذْنَاهُمْ) على الخبر؛ أي: إنا اتخذناهم، ويبتدئون بكسر الهمزة، وقرأ الباقون: بقطع الهمزة مفتوحة على استفهام توبيخ أنفسهم (¬2).
{سِخْرِيًّا} قرأ نافع، وأبو جعفر، وحمزة، والكسائي، وخلف: بضم السين؛ من التسخير، وهو العمل بلا أجر، وقرأ الباقون: بكسرها؛ من الهزء (¬3).
¬__________
(¬1) رواه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (21/ 232)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (24/ 226). وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (7/ 201).
(¬2) انظر: "التيسير" للداني (ص: 188)، و"تفسير البغوي" (3/ 712)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 261 - 262)، و"معجم القراءات القرآنية" (5/ 273).
(¬3) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 556)، و"التيسير" للداني (ص: 260)، =
الصفحة 42