كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

بعد فقر، أعزك بعد ذل، كثَّرك بعد قلة، فعل بك ما لم يفعل أحد بأحد، فما تنكر من إحسانه.
* * *
{الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5)}.

[5] {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} رفع بالابتداء، وهذا ابتداء تعديد نِعَم، المعنى: الشمس والقمر يجريان {بِحُسْبَانٍ} بحساب معلوم، ومنازل معدودة؛ ليعرف الإنسان بذلك الأوقات، والحسبان -بالضم-: مصدر حَسَبْتُ الحساب -بفتح السين- أحسُبه -بضمها- حَسْبًا وحِسابًا وحِسْبَة.
* * *
{وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6)}.

[6] {وَالنَّجْمُ} ما ليس له ساق من النبات؛ كاليقطين، وقيل: المراد: نجوم السماء.
{وَالشَّجَرُ} ماله ساق تبقى في الشتاء {يَسْجُدَانِ} وسجودهما سجود ظلهما، وفي النجم بالغروب ونحوه، وثنى ضمير (يسجدان) نظرًا إلى لفظهما، وسمي نجمًا؛ لأنه نَجَمَ؛ أي: ظهر وطلع، وسمي الشجر؛ من اشتجار غصونه، وهو تداخلها.
* * *
{وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7)}.

[7] {وَالسَّمَاءَ} نصب بفعل يفسره {رَفَعَهَا} سقفًا لمصالح العباد.
{وَوَضَعَ الْمِيزَانَ} أمر بالعدل.

الصفحة 477