كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

{قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84)}.

[84] {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ}.
{لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85)}.

[85] {لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ} يا إبليس وذريتك {وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ} أي: من ذرية آدم {أَجْمَعِينَ} تأكيد للضمير في (مِنْهُمْ). قرأ عاصم، وحمزة، وخلف: (فَالْحَقُّ) بالرفع في الأول، معناه: أنا الحقُّ، وأقول الحقَّ، والباقون: بالنصب فيهما (¬1)، فنصب الأول على الإغراء؛ كأنه ألزم الحق، والثاني بإيقاع الفعل عليه؛ أي: أقول الحقَّ، ومن رفعهما على القراءة الشاذة، فمعناه: أنا الحقُّ، والحقُّ أقوله، والمراد بالحق: اسمه تعالى في قوله: {أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} [النور: 25].
{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86)}.

[86] {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ} على تبليغ الرسالة {مِنْ أَجْرٍ} جُعل.
{وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} المتقوِّلين القرآنَ من تلقاء نفسي.
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 557)، و"التيسير" للداني (ص: 188)، و"تفسير البغوي" (3/ 715)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 362)، و"معجم القراءات القرآنية" (5/ 276).

الصفحة 48