كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

بالإبدال حيث وقع بالفاء، واختلف عنه فيما تجرد عن الفاء نحو] (¬1) (بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ)، وقرأ الباقون: بتحقيق الهمز (¬2)، وكررت هذه الآية إحدى وثلاثين مرة؛ تقريرًا للنعمة، وتذكيرًا بها، وتوبيخًا لمنكريها، ومن عادة العرب إذا ذكروا النعم أن يفصلوا بين كل نعمتين بما ينبه عليهما؛ نحو: ألم تكن فقيرًا فأغنيتك، أفتنكر هذا؟ [ألم تكن جائعًا فأطعمتك، أفتنكر هذا] (¬3)؟
* * *
{خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14)}.

[14] ويدل على أنه خطاب للثقلين قوله بعد: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ} {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ} من طين يابس له صلصلة {كَالْفَخَّارِ} كالطين المطبوخ، نعت لصلصال، المعنى: جعل آدم أولًا ترابًا، ثم طينًا، ثم حمأً مسنونًا، ثم صلصالًا.
* * *
{وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15)}.

[15] {وَخَلَقَ الْجَانَّ} هو أبو الجن (¬4).
¬__________
(¬1) ما بين معكوفتين سقط من "ت".
(¬2) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 405)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 47).
(¬3) ما بين معكوفتين سقط من "ت".
(¬4) جاء على هامش "ت": "الجان بنو الجن، عن الضحاك، أو هو مسيخ الجن كما =

الصفحة 480