كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

نصب على الظرف {هُوَ فِي شَأْنٍ} أي: كل حين ووقت يُحدِث أمورًا ويُجدد أحوالًا.
{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (30)}.

[30] {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} مما يسعف به سؤالكما.
{سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (31) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32)}.

[31] {سَنَفْرُغُ لَكُمْ} قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: (سَيَفْرُغُ) بالياء؛ لقوله: (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ)، و (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ)، و (وَلَهُ الْجَوَارِ)، فأتبع الخبر الخبر، وقرأ الباقون: بالنون (¬1) إخبارًا منه تعالى عن نفسه، وهو وعيد من الله سبحانه للخلق بالمحاسبة، وليس المراد منه الفراغ عن شغل؛ لأن الله تعالى لا يشغله شأن عن شأن.
{أَيُّهَ الثَّقَلَانِ} الجن والإنس، سميا بذلك؛ لأنهما ثقلا الأرض أحياءً وأمواتًا، وكتب (أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ) في النور [الآية: 31] و (يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ) في الزخرف [الآية: 49]، و (أَيُّهَ الثَّقَلاَنِ) هنا بغير ألف، وما سواها: (يَا أَيُّهَا)، و (يَا أَيَّتُهَا) بالألف. قرأ ابن عامر (أَيُّهُ) بضم الهاء على الإتباع لضمة الياء قبلها، وقرأ الباقون: بفتحها، ووقف أبو عمرو، والكسائي، ويعقوب
¬__________
(¬1) انظر: "التيسير" للداني (ص: 206)، و "تفسير البغوي" (4/ 288)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 50 - 51).

الصفحة 485