[33] {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا} تخْرُجوا {مِنْ أَقْطَارِ} أي: جوانب {أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} هاربين من قضائه تعالى {فَانْفُذُوا} فاخرجوا {لَا تَنْفُذُونَ} لا تقدرون على الخروج (¬2) {إِلَّا بِسُلْطَانٍ} بقوة وقهر، وأنى لكم ذلك؟!
...
{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34)}.
[34] {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} قدم هنا الجن على الإنس، وقال في سورة الإسراء {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ} [الآية: 88]، والتقديم يقتضي الأفضلية، ولكن الجن خلق قبل الأنس، ففي هذه السورة ترتيب الخلقة، لا ترتيب الفضيلة، وفي سورة الإسراء عكسه، وكذا قوله تعالى {شَهِدَ اللَّهُ
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 620)، و"التيسير" للداني (ص: 161)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 51 - 52).
(¬2) في "ت": "النفوذ".