كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

{فَكَانَتْ وَرْدَةً} أي: حمراء؛ من الورد المعروف {كَالدِّهَانِ} الأديم الأحمر، وألوانه تختلف، قال قتادة: إنها اليوم خضراء، ويكون لها يومئذ لون آخر إلى الحمرة.
...
{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38)}.

[38] {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} مما يكون بعد ذلك.
...
{فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (39)}.

[39] {فَيَوْمَئِذٍ} أي: يوم تنشق السماء {لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ} لأنهم يعرفون، فالمؤمن يعرف بغرته وتحجيله، والكفار بسيماهم على ما يأتي بعد.
وعن ابن عباس في الجمع بين هذه الآية وبين قوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر: 92] قال: "لا يسألهم هل عملتم كذا وكذا؛ لأنه أعلم بذلك منهم، ولكن يسألهم: لمَ عملتم كذا وكذا؟ "، وعنه أيضًا: "لا يُسألون سؤال شفاء وراحة، وإنما يُسألون سؤالَ تقريع وتوبيخ" (¬1).
...
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير البغوي" (4/ 290)، وعنده: "لا يسألون سؤال شفقة ورحمة".

الصفحة 488