كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

{وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} هي بسط حسان فيها صور وغير ذلك، منسوب إلى عبقر، تزعم العرب أنه بلد الجن، فينسبون إليه كل شيء عجيب، وقيل: العبقري: هي الزرابي، واحدتها عبقرية، والطنافس الثخان، والعرب إذا استحسنت شيئًا واستجادته، قالت: عبقري، قال ابن عطية (¬1): ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فلم أَرَ عَبْقَرِيًّا من الناس يَفْري فَرْيَهُ" (¬2).

[77] {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.
...
{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)}.

[78] {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ} تعالى اسمه من حيث إنه مطلق على ذاته، فما ظنك بذاته.
{ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}. قرأ ابن عامر: (ذُو الْجَلاَلِ) بواو بعد الذال كالحرف الأول نعتًا للاسم، وكذلك هو في المصاحف الشامية، وقرأ الباقون: (ذِي الْجَلاَلِ) بياء بعد الذال نعتًا للربّ، وكذلك هو في مصاحفهم (¬3)، وهذا الموضع مما أريد فيه بالاسم مسماه، قال - صلى الله عليه وسلم -: "أَلِظُّوا
¬__________
(¬1) انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية (5/ 237).
(¬2) رواه البخاري (3434)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: مناقب عمر بن الخطاب، ومسلم (2393)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل عمر رضي الله عنه، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
(¬3) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 621)، و"التيسير" للداني (ص: 207)، و"تفسير البغوي" (4/ 299)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 59).

الصفحة 497