كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

{فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36)}.

[36] {فَجَعَلْنَاهُنَّ} بعد أن كنَّ عجائزَ {أَبْكَارًا} عذارى، كلما أتاهن أزواجهن، وجدوهن أبكارًا، ولا وجع ثَمَّ.
...
{عُرُبًا أَتْرَابًا (37)}.

[37] {عُرُبًا} قرأ حمزة، وخلف، وأبو بكر عن عاصم: بإسكان الراء تخفيفًا، والباقون: بضمها على الأصل (¬1)، وهي جمع عَروب؛ أي: عواشق متحببات لأزواجهن {أَتْرَابًا} جمع تِرْب؛ أي: مستويات في السن، بنات ثلاث وثلاثين، وسن أزواجهن كذلك.
قال - صلى الله عليه وسلم -: "يدخل أهلُ الجنةِ الجنةَ جُرْدًا مُرْدًا بِيضًا جِعادًا مُكَحَّلين، أبناءَ ثلاث وثلاثين، على طول آدم، طوله ستون ذراعًا في سبعة أذرع" (¬2).
وروي أن الرجل يرى وجهه في وجه زوجته؛ لصفائه.
وقيل: الضمير عائد على الحور العين المذكورات قبل، قال ابن عطية: وهذا فيه بعد؛ لأن تلك قصة قد انقضت جملة (¬3).
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 602)، و"التيسير" للداني (ص: 207)، و"تفسير البغوي" (4/ 308)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 67).
(¬2) رواه الإمام أحمد في "المسند" (2/ 295)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (34006)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ورواه الترمذي (2545)، كتاب: صفة الجنة، باب: ما جاء في سن أهل الجنة، من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه بلفظ نحوه.
(¬3) انظر: "المحرر الوجيز" (5/ 244).

الصفحة 508