كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

{أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59)}.

[59] {أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ} تجعلون المني بشرًا {أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ} واختلاف القراء في الهمزتين من (أَأَنْتُمْ) في الأحرف الأربعة كاختلافهم فيهما من (أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بآلِهَتِنَا) في سورة الأنبياء [الآية: 62].
...
{نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60)}.

[60] {نَحْنُ قَدَّرْنَا} قرأ ابن كثير بتخفيف الدال، والباقون: بتشديدها (¬1)، وهما لغتان؛ أي: قضينا.
{بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ} وأَقَّتنا موتَ كلٍّ بوقت معين {وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} بعاجزين.
...
{عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61)}.

[61] {عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ} أي: نجعل {أَمْثَالَكُمْ} مكانكم {وَنُنْشِئَكُمْ} نخلقكم.
{فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ} من أوصاف لا يصلُها علمُكم، ولا يحيط بها فكركم، قال الحسن: من كونهم قردة وخنازير، تأول هذا؛ لأن الآية تنحو إلى الوعيد (¬2).
...
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 623)، و"التيسير" للداني (ص: 207)، و"تفسير البغوي" (4/ 303)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 71).
(¬2) انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية (5/ 248).

الصفحة 514