كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

{وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ} ثم اعترض بين الموصوف وصفته بقوله: {لَوْ تَعْلَمُونَ} لأن صفته {عَظِيمٌ}.
...
{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77)}.

[77] وجواب القسم: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} على الله؛ لكثرة ما فيه من التنزيه والمواعظ والأحكام.
...
{فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78)}.

[78] {فِي كِتَابٍ} صفة قرآن {مَكْنُونٍ} مَصون، وهو اللوح المحفوظ.
...
{لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)}.

[79] {لَا يَمَسُّهُ} أي: ذلك الكتابَ المكنونَ {إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} وهم الملائكة عليهم السلام الموصوفون بالطهارة، وقيل: قوله: {لَا يَمَسُّهُ} إخبار مضمنه النهي، وضمة السين تعود إلى القرآن؛ أي: لا يمس المصحف من بني آدم إلا الطاهرُ من الكفر والجنابة والحدث الأصغر، وضعَّفَ ابن عطية هذا القول (¬1).
وأما حكم مسِّ المصحف بعلاقة (¬2)، فقال أبو حنيفة: يجوز للجنب والمحدث والحائض حمل المصحف بعلاقة (¬3)، ولا بأس أن يمسه
¬__________
(¬1) انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية (5/ 252).
(¬2) "بعلاقة" ساقطة من "ت".
(¬3) "بعلاقة" زيادة من "ت".

الصفحة 519