كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

بحذف الألف وتشديد العين ونصب الفاء، وقرأ ابن كثير، وأبو جعفر: بحذف الألف وتشديد العين ورفع الفاء، وقرأ الباقون: بإثبات الألف مخففًا ورفع الفاء (¬1)، فالقراءة بالنصب جواب الاستفهام؛ كأنه قال: أيقرض الله أحد فيضاعفه له؟ وبالرفع؛ أي: فهو يضاعفه.
{وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} هو الذي يقترن به رضا وإقبال.
...
{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)}.

[12] {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} العامل في (يَوْمَ) قوله: (وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ)، والرؤية في هذه الآية رؤية عين.
{يَسْعَى نُورُهُمْ} وهو نور حقيقة؛ لأن كل مؤمن يُعطى يوم القيامة نورًا، فيطفأ نور كل منافق، ويبقى نور المؤمنين.
{بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} وخص بين الأيدي بالذكر؛ لأنه موضع حاجة الإنسان إلى النور.
{وَبِأَيْمَانِهِمْ} أي: وعن أيمانهم، خص ذكر جهة اليمين تشريفًا، وناب ذلك مناب أن يقول: وفي جميع جهاتهم، وقيل: وبأيمانهم: كتبهم بالرحمة، وتقول لهم الملائكة:
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 625)، و"التيسير" للداني (ص: 81)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 228)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 81 - 82).

الصفحة 534