كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)
{بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ} أي: دخولُ جنات.
{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} مخاطبة لمحمد - صلى الله عليه وسلم -.
{يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ}.
[13] وتبدل من {يَوْمَ تَرَى} {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} قرأ حمزة: (أَنْظِرُونَا) بقطع الهمزة مفتوحة وكسر الظاء؛ بمعنى: أمهلونا، وقرأ الباقون: بوصل الهمزة وضم الظاء (¬1)؛ أي: انتظرونا نستضئ من نوركم، وابتداؤها لهم بضم الهمزة.
{قِيلَ} أي: فيقول لهم المؤمنون: {ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ} طردًا لهم وتهكمًا.
{فَالْتَمِسُوا نُورًا} فاطلبوا لأنفسكم نورًا؛ فإنه لا سبيل لكم إلى الاقتباس من نورنا، فيرجعون، فلا يجدون شيئًا، فينصرفون إليهم ليلقوهم.
{فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ} أي: حائل بين الجنة والنار، وقيل: هو الأعراف {لَهُ} أي: ولذلك السور {بَابٌ بَاطِنُهُ} أي: داخل الباب من جهة المؤمنين
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 625)، و"التيسير" للداني (ص: 208)، و"تفسير البغوي" (4/ 324)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 83).
الصفحة 535