كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)
{وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ} الكاذبة بطول الأمل. قرأ أبو جعفر: (الأَمَانِي) بإسكان الياء، والباقون: برفعها مشددًا (¬1).
{حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} الموتُ، ودخولُ النار. واختلاف القراء في الهمزتين من (جَاءَ أَمْرُ اللهِ) كاختلافهم فيهما من (وَيُمْسِك السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ) في سورة الحج [الآية: 65].
{وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} أي: غركم الشيطان بأن الله لا يعذبكم.
...
{فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15)}.
[15] {فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ} بدل؛ بأن تنقذوا (¬2) أنفسكم من العذاب. قرأ أبو جعفر، وابن عامر، ويعقوب: (تُؤْخَذُ) بالتاء على التأنيث، والباقون: بالياء على التذكير (¬3)؛ لأن الفداء بمعنى الفدية.
{وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} وهم (¬4) المشركون، والخطاب الأول للمنافقين.
{مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ} أي: أولى بكم {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} النارُ.
¬__________
(¬1) انظر: "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 217)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 84).
(¬2) في "ت": "تفدوا".
(¬3) انظر: "التيسير" للداني (ص: 208)، و"تفسير البغوي" (4/ 326 - 327)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 384)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 84 - 86).
(¬4) "وهم" ساقطة من "ت".
الصفحة 537