كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

قرأ أبو بكر عن عاصم: (وَرُضْوَانٌ) بضم الراء، والباقون: بكسرها (¬1).
{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} لمن ركن إليها، ولم يشتغل بطلب الآخرة.
...
{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)}.

[21] {سَابِقُوا} سارِعوا {إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ} أي: السموات {وَالْأَرْضِ} لو وصل بعضها ببعض، ولم يذكر الطول؛ لأن عرض كل ذي عرض أقلُّ من طوله.
{أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} قوله (أُعِدَّتْ) دليل على أنها مخلوقة الآن معدة.
{ذَلِكَ} الموعود {فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} من غير إيجاب.
{وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} فلا يبعد منه التفضل بذلك، والمراد منه: التنبيه لأعظم (¬2) حال الجنة، وذلك لأن ذا الفضل العظيم إذا أعطى عطاء مدح به نفسه، وأثنى بسببه على نفسه، فإنه لابد أن يكون ذلك العطاء عظيمًا.
...
¬__________
(¬1) انظر: "التيسير" للداني (ص: 86)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 411)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 88).
(¬2) في "ت": "على عظم".

الصفحة 542