كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

الجيم مستقبل تَناجوا (¬1)، ومعناهما: الحديث سرًّا.
{بِالْإِثْمِ} أي: بما هو إثم {وَالْعُدْوَانِ} للمؤمنين {وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ} لأنه - صلى الله عليه وسلم - نهاهم فلم ينتهوا. وقف ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب: (وَمَعْصِيَهْ) بالهاء.
{وَإِذَا جَاءُوكَ} أي: اليهود {حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ} وهو قولهم: السام عليك يا محمد، والسام: الموت، وتقدم حكم سلام الذمي، والرد عليه، ومذاهب الأئمة في ذلك في سورة النساء.
{وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ} إذا خرجوا: {لَوْلَا} هَلَّا {يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ} كانوا يقولون: لو كان نبيًّا، لدعا علينا حتى يعذبنا الله بما نقول له.
{حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ} عذابًا {يَصْلَوْنَهَا} يدخلونها {فَبِئْسَ الْمَصِيرُ} جهنمُ.
...
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9)}.

[9] ثم نهى الله المؤمنين أن يفعلوا كفعل المنافقين واليهود، فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا} قرأ رويس: (تَنْتَجُوا) على وزن تنتهوا (¬2).
¬__________
(¬1) انظر: "التيسير" للداني (ص: 209)، و"تفسير البغوي" (4/ 343)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 385)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 101 - 102).
(¬2) انظر: "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 385)، و"معجم القراءات القرآنية" (7/ 103).

الصفحة 560