كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

{وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أنهم كاذبون في حلفهم.
...
{أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15)}.

[15] {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا} نوعًا من العذاب {شَدِيدًا} في غاية الشدة.
{إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} من المعاصي.
...
{اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (16)}.

[16] {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ} الكاذبةَ {جُنَّةً} ترسًا يقيهم السيف {فَصَدُّوا} المسلمين بحلفهم {عَنْ} قتلهم ونهبهم؛ فإنه جهاد في {سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} وعيد ثان بوصف آخر لعذابهم.
...
{لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (17)}.

[17] {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} مقيمون؛ لأن الصحبة تدل على الملازمة.
...
{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18)}.

[18] {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا} العامل فيه (أَصْحَابُ) {فَيَحْلِفُونَ لَهُ} أي: لله تعالى ثَمَّ إنهم مسلمون.

الصفحة 565