كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

إلى صدود الكفار عن القرآن، وعن ابن عباس: معناه: "صدق محمد" (¬1)، وقيل غير ذلك.
{وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْر} أي: ذكر البيان، وهو قسم جوابه محذوف، تقديره: إنه لكلام معجز. قرأ ابن كثير: (وَالْقُرَانِ) بالنقل، والباقون: بالهمز (¬2).
...
{بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2)}.

[2] ثم قال: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا} من أهل مكة.
{فِي عِزَّةٍ} تكبر عن الإيمان {وَشِقَاقٍ} عداوة للنبي - صلى الله عليه وسلم -.
...
{كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3)}.

[3] {كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ} من الماضين {فَنَادَوْا} استغاثة عند حلول النقمة، {وَلَاتَ} بمعنى ليس، واسمها تقديره: ولاتَ الحينُ.
{حِينَ مَنَاصٍ} والمناص: المفر، ناص ينوص: إذا فات، المعنى: ليس وقت فرار. ووقف الكسائي: (وَلاَهْ) بالهاء (¬3).
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير البغوي" (3/ 685)، و"المحرر الوجيز" لابن عطية (4/ 491).
(¬2) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 371)، و"معجم القراءات القرآنية" (5/ 254).
(¬3) انظر: "الكشف" لمكي (2/ 230)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 371)، و"معجم القراءات القرآنية" (5/ 254).

الصفحة 6