كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

{وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4)}.

[4] ولما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للكفار: إن إلهكم إله واحد، نفروا {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} هو محمد - صلى الله عليه وسلم -.
{وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} فيما يقوله على الله.
...
{أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5)}.

[5] {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا} كيف يسعُ الخلقَ كلَّهم إلهٌ واحد.
{إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} بليغ في العجب.
...
{وَانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6)}.

[6] {وَانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ} وهم أشراف قريش بعد اجتماعهم في مجلس أبي طالب، وشكواهم إليه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسب آلهتهم، فبكَّتهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأمرهم بالتوحيد، فنفروا من ذلك، وانطلقوا من ذلك (¬1) الجمع قائلين بعضهم لبعض:
{أَنِ امْشُوا} سيروا على طريقتكم {وَاصْبِرُوا عَلَى} عبادة {آلِهَتِكُمْ} ولا تلتفتوا إلى قول محمد.
{إِنَّ هَذَا} الذي نراه من زيادة أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -.
¬__________
(¬1) "وانطلقوا من ذلك" زيادة من "ت".

الصفحة 7