كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

{لَشَيْءٌ يُرَادُ} أي: لأمر يريده الله، وقيل: يريدون: ظهورَ محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلوه بالنبوة؛ أي: يراد الانقياد منا إليه، وذلك أن عمر -رضي الله عنه- لما أسلم، وحصل للمسلمين قوة بمكانه، قالوا ذلك.
...
{مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7)}.

[7] {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا} التوحيد {فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ} أي: دين قريش.
{إِنْ هَذَا} القولُ بالتوحيد والبعث {إِلَّا اخْتِلَاقٌ} كذب، اختلقه محمد من تلقاء نفسه.
...
{أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8)}.

[8] {أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا} أَخُصَّ بالقرآن من دوننا؟ قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس عن يعقوب: (أَانْزِلَ) بتحقيق الهمزة الأولى، وتسهيل الثانية، وفصل بينهما بألف: أبو جعفر، واختلف عن أبي عمرو وقالون، وقرأ الباقون، وهم الكوفيون، وابن عامر، وروح عن يعقوب: بتحقيق الهمزتين، واختلف عن هشام راوي ابن عامر في الفصل مع تحقيق الهمزتين (¬1).
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 552)، و"الكشف" لمكي (1/ 74)، و"معجم القراءات القرآنية" (5/ 256).

الصفحة 8