كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 6)

{بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي} من القرآن، فلم يؤمنوا {بَلْ لَمَّا} أي: بل (¬1) لم.
{يَذُوقُوا عَذَابِ} فلذلك شكوا، فإذا عذبوا، زال شكهم، وآمنوا, فلا ينفعهم إيمانهم. قرأ يعقوب: (عَذَابِي) بإثبات الياء (¬2).
...
{أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9)}.

[9] {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} المعنى: أيملكون مفاتيح النبوة يعطونها من شاؤوا؟!
...
{أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10)}.

[10] {أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} فإن زعموا ذلك.
{فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ} أي: ليصعدوا في الطرق التي توصلهم إلى السماء، وليأتوا منها بالوحي لمن يختارون.
...
{جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ (11)}.

[11] {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ} (ما) زائده بمعنى النفي، و (هُنَالِكَ) إشارة إلى حيث وضعوا أنفسهم من الكفر ومعاداة
¬__________
(¬1) "أي: بل" زيادة من "ت".
(¬2) انظر: "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 362)، و"معجم القراءات القرآنية" (5/ 256).

الصفحة 9