كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 6)

وأمَّا نوح عليه السلام، وقوله: {إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} [هود: ٤٥] فإنَّه تأوَّل، ولم يتعمَّد، كما هو واضحٌ.
وأمَّا إبراهيم عليه السَّلام فكلماته في المعاريض، وإنَّما يُقال لها كذب بحسب المتبادر منها فقط، كما هو واضح (¬١).
وقوله في الكوكب والقمر والشمس: {هَذَا رَبِّي} [الأنعام: ٧٦] استهزاء وسخرية بقومه؛ توصُّلًا لإقامة الحُجَّة عليهم، ومعنى ذلك قوله تعالى بعد ذلك: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} [الأنعام: ٨٣].
---------------
(¬١) يشير إلى ما أخرجه البخاري (٣٣٥٨) ومسلم (٢٣٧١) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلَّا ثلاث كذبات، ثنتين منهنَّ في ذات الله عز وجل، قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ} وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا}، وقال: بينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على جبَّار من الجبابرة، فقيل له: إنَّ ههنا رجلًا معه امرأة من أحسن الناس، فأرسل إليه فسأله عنها، فقال: من هذه؟ قال: أختي .. " الحديث.

الصفحة 214