كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

بإسكان الباء اسم لما يشبعك، وبالفتح (¬1) مصدر لفعلك أو فعله.
وفي دعائه - صلى الله عليه وسلم -: "وَنَفْسٍ لَا تَشْبَعُ" (¬2) أي: من الدنيا، كالحرص والجشع والاستكثار من المال.
قوله (¬3): "مِنْ أَيْنَ يَكُونُ الشَّبَهُ؟! " (¬4) يقال: شَبَهٌ وشِبْهٌ وشَبِيهٌ، ومثله رجل نَكَل ونِكْل، ومَثَل ومِثْل، وبَدَل وبِدْل، وصَفَر وصِفْر (¬5) وحَرَج وحِرْج، وعَشَق وعِشْق، هذه فقط جاءت على هاتين اللغتين. وقيل: غَمَر وغِمْر للحقد.
قوله: "وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ" (¬6)، و"اتَّقُوا (¬7) المُشَبَّهَاتِ" كذا للسمرقندي، وعند الطَّبَرِي: "مُتَشَبّهَاتٌ" (وعند غيرهم: "مُشْتَبِهَاتٌ" (¬8)) (¬9)، وكله بمعنى: مشكلات، وذلك لما فيها من شَبَهِ طرفين متخالفين، فيشبه مرة هذا ومرة هذا، ويشتبه: يفتعل منه، أي: يشتكل، ومنه: {إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ
¬__________
يزيد عن عتبة بن حصن قال: قال رسول الله: - صلى الله عليه وسلم - "إِنَّ مُوسَى آَجَّرَ نَفْسَهُ بِعِفَّةِ فَرْجِهِ وَشبَعِ بَطْنِهِ ... " الحديث، وأخرجه ابن السكن من هذا الوجه في ترجمة عيينة بن حصن الفزاري. قلت: والذي في "التاريخ الكبير" 6/ 521 - 522: قال ابن المبارك: عن سعيد بن يزيد، عن الحارث بن يزيد، عن عتبة بن حصن، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصة موسى. كذا دون متن الحديث.
(¬1) زاد هنا في (د): (اسم).
(¬2) مسلم (2722) من حديث زيد بن أرقم.
(¬3) ساقطة من (د).
(¬4) "الموطأ" 1/ 51 من حديث عروة بن الزبير مرسلاً، مسلم (311) من حديث أنس.
(¬5) ساقطة من (س).
(¬6) البخاري (52) من حديث النعمان بن بشير.
(¬7) في (س): (ألقوا).
(¬8) اليونينية 1/ 20.
(¬9) ما بين القوسين من (د، م).

الصفحة 10