كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

الْهَاءُ مَعَ الجِيمِ
" وَلَا تَقُولُوا هُجْرًا" (¬1) أي: سوءًا، كذا في الحديث. وقيل: فُحشًا، والْهُجر: الفُحش، وكل فُحش سوء، يقال: أهجر الرجل إذا قال الفُحش، ومنه قول خالد: "أَلَا تَسْمَعُ هذِه مَا تَجْهَرُ بِهِ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬2)، والمشهور: تهجر (¬3).
قوله: "أَهَجَرَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -" (¬4)، كذا هو الصحيح بفتح الهاء، أي: هذَى، وإنما هذا على طريق الاستفهام الذي معناه التقرير والإنكار لمن ظن ذلك به؛ إذ لا يليق به الهذيان ولا قول غير مضبوط في حالة من حالاته، وإنما (جميع ما) (¬5) يتكلم به حق وصحيح لا سهو (¬6) فيه، ولا خلف، (ولا غفلة) (¬7)، ولا غلط في حال صحة ومرض، ونوم ويقظة، ورضا وغضب، - صلى الله عليه وسلم - تسليمًا كثيرًا طيبًا مباركًا، والهجر: الهذيان وكلام المبرسم والنائم، ومثله يقال في كثرة الكلام من غير كثير فائدة، يقال منه: أهجر، وسنذكر الخلاف فيه.
¬__________
(¬1) "الموطأ" 2/ 485 من حديث أبي سعيد.
(¬2) البخاري (2639)، ومسلم (1433) من حديث عائشة، وهو قول خالد بن سعيد بن العاص.
(¬3) من (س)، وفي باقي النسخ: (تجهر).
(¬4) البخاري (3053) من حديث ابن عباس بلفظك "هَجَرَ رَسُولُ اللهِ"، وانظر اليونينية 4/ 70.
(¬5) من (أ، م).
(¬6) في (د، ش): (سوء).
(¬7) من (أ، م).

الصفحة 107