كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

قوله: "وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ" (¬1) قال الخليل: الهجر والهجير والهاجرة: نصف النهار، وأهجر القوم وهجروا: ساروا في الهاجرة (¬2).
وقال غيره: هي شدة الحر، والتهجير للصلاة: السعي إليها في الهاجرة على مقتضى اللفظ في اللغة. وحمله بعضهم على أنه التبكير إليها، وأن ذلك لا يختص بوقت الهاجرة، قالوا: وهي لغة حجازية، وكذلك تأولوا في المهجر إليها، ومنه نشأ الخلاف في أيهما أفضل: هل التبكير إليها من أول النهار، أو السعي إليها في أجزاء (¬3) الساعة السادسة، والتبكير (¬4) في أول جزء من هذه الأجزاء، وقد يحتمل عندي هذا الحديث الجمعة والظهر، وقد سميتِ الظهرُ: الهجيرَ؛ لكونها تصلى فيه، فسميت بالوقت (¬5)، وبدليل قوله (¬6): "شَكَوْنَا إِلَي رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حَرَّ الرَّمْضَاءِ فَلَمْ يُشْكِنَا" (¬7) ترغيبًا لهم في فضل التهجير، ومنه: "هَجَّرْتُ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -" (¬8) أي: جئته في الهاجرة.
¬__________
(¬1) "الموطأ" 1/ 68، 131، والبخاري (615، 2689)، ومسلم (437) من حديث أبي هريرة.
(¬2) "العين" 3/ 387 وفيه: الهَجْرُ والهاجرُ والهَجيرةُ: نصف النَهار.
(¬3) في (س): (اخر).
(¬4) ساقطة من (س).
(¬5) في (س): (في الوقت).
(¬6) من (أ، م).
(¬7) مسلم (619/ 119) من حديث خباب.
(¬8) مسلم (2666) من حديث عبد الله بن عمرو.

الصفحة 108