كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

الْهَاءُ مَعَ الرَّاءِ
قوله: "وَيَكْثُرُ الهَرْجُ" (¬1) بإسكان الراء فسره في الحديث بالقتل بلغة الحبشة (¬2) فقوله: "بِلُغَةِ الحَبَشَةِ" وهم من بعض الرواة، وإلا فهي عربية صحيحة، والهرج: الاختلاط، ومنه: "فَلَنْ يَزَالَ الهَرْجُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ" (¬3) ومنه: "الْعِبَادَةُ في الهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ" (¬4).
قوله: "يَتَهَارَجُونَ تَهَارُجَ الحُمُرِ" (¬5) قيل: يتخالطون رجالًا ونساءً ويتناكحون مزاناة، ويقال: هرجها إذا نكحها يهرجها بفتح الراء وضمها وكسرها.
قوله: "بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ" (5) أي: شقتين أو حلتين، مأخوذة من الهرد وهو الشق (¬6) والشقة: نصف الملاءة. قال ابن دريد: إنما سمي الشق هردًا للإفساد لا للإصلاح (¬7). وقال ابن السِّكِّيت: هود القصار الثوب وهردتَهُ إذا خرقَهُ (¬8). وقيل: أصفرين كون الحوذانة، وهو (ما صبغ) (¬9) من الورس
¬__________
(¬1) البخاري (85)، ومسلم (157) من حديث أبي هريرة، والبخاري (7062، 7063، 7064)، ومسلم (2672) من حديث أبي موسى. والبخاري (7066)، ومسلم (2672) من حديث ابن مسعود.
(¬2) البخاري (7065، 7066) من قول أبي موسى بلفظ: "بِلِسَانِ الحَبَشَةِ".
(¬3) "الموطأ" 1/ 216.
(¬4) مسلم (2948) من حديث معقل بن يسار.
(¬5) مسلم (2937) من حديث النواس بن سمعان الكلابي.
(¬6) زاد هنا في (د): (والنصف).
(¬7) انظر الجمهرة 1/ 642.
(¬8) قال في "إصلاح المنطق" ص 76: وقد هَرَتَ عِرْضَهُ وهَرَدَهُ.
(¬9) من (أ، م).

الصفحة 121