كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

الهلال واستهللناه: رأيناه، ولا يقال: هلَّ، عند الأصمعي، وقاله غيره، وحكاه ابن دريد عن أبي زيد وصححه، وقال: هلّ هلاًّ وأهلَّ إهلالًا) (¬1).
"والإِهْلَالُ" (¬2) في الحج: رفع الصوت بالتلبية.
و"استَهَلَّ المَوْلُودُ" (¬3): رفع صوته، (وكل شيء ارتفع صوته) (¬4) فقد استهل، وبه سمي الهلال؛ لأن الناس يرفعون أصواتهم بالإخبار عنه، ومنه: {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} [البقرة: 173] وإن لم يرفع به صوت، ومنه في الذكر بعد الصلاة: "كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ" (¬5) أي: يعلن بذلك ويرفع صوته، وإنما يسمَّى الهلال هلالًا ثلاث ليال، ثم هو قمر.
وقولها: "وَوَجْهُهُ يَتَهَلَّلُ" (¬6) أي: يظهر فيه نور السرور حتى كأنه الهلال.
قوله: "فَمِنَّا المُكَبِّرُ وَمِنَّا المُهِلُّ" كذا في "الموطأ" (¬7)، وفي مسلم في حديث يحيى بن يحيى بلام واحدة (¬8)، وفيه في حديث محمد بن حاتم:
¬__________
(¬1) ما بين القوسين ساقط من (س)، وانظر كلام ابن دريد في "الجمهرة" 1/ 169.
(¬2) جاءت هذه اللفظة في أحاديث منها ما في: "الموطأ" 1/ 333، والبخاري (166)، ومسلم (1184/ 21) من حديث ابن عمر.
(¬3) في البخاري (1358) من قول ابن شهاب: "إِذَا اسْتَهَلَّ صَارِخًا".
(¬4) ساقطة من (س).
(¬5) مسلم (594) من حديث ابن الزبير.
(¬6) مسلم (1017) من حديث جرير بن عبد الله بلفظ: "رَأَيْتُ وَجْهَ رَسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَهَلَّلُ".
(¬7) "الموطأ" 1/ 337 من حديث أنس بلفظ: "كَانَ يُهِلُّ المُهِلُّ مِنَّا فَلَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ وَبُكَبِّرُ المُكَبِّرُ فَلَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ".
(¬8) مسلم (1285/ 274) بلفظ: "كَانَ يُهِلُّ المُهِلُّ مِنَّا، فَلَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ وَيُكَبِّرُ المُكَبِّرُ مِنَّا، فَلَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ".

الصفحة 127