كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

"الْمُهَلِّلُ" (¬1) بلامين وهو عندي أولى هنا (¬2)؛ لقوله: "فَمِنَّا المُكَبِّر وَمِنَّا القَائِلُ: لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ" وهو التهليل المقارن أبدًا للتكبير؛ لأن المكبر أيضاً رافع صوته بذكر الله عَزَّ وَجَلَّ، فلا وجه لذكر رفع الصوت في غيره بالذكر دونه.
قوله في الاستسقاء: "فَأَلَّفَ اللهُ (¬3) بَيْنَ السَّحَابِ وَهَلَّتْنَا" (¬4) أي: أمطرتنا بقوة، يقال: هل (¬5) المطر هلًّا: انصب بشدة، وهللًا أيضًا، وانهل (¬6) انهلالاً، مثله، ولا يقال: أهل، وروي: "مَلَّتْنَا" بالميم، وقد تقدم.
قوله: "هَلُمَّ" (¬7) و"هَلُمِّي" (¬8) أي: تعالَ، وفيه لغات: منهم من لا يثني ولا يجمع ولا يؤنث وهي حجازية، ومنهم من يثني ويجمع وبؤنث وهي لغة تميم. قال ابن دريد: وهما كلمتان جعلتا واحدة كأنهم أرادوا: هل أي: أقبل وأم. وقيل: أصلها: (هل أم) (¬9)، ثم ترك همزه، وكانت كلمة يستفهم بها من يريد أن يأتي طعام قوم ثم كثر حتى تكلم به الداعي.
¬__________
(¬1) مسلم (1284/ 273).
(¬2) زاد هنا في (س): (قوله).
(¬3) ساقطة من (س).
(¬4) مسلم (897/ 11) من حديث أنس بلفظ: "فَأَلَّفَ اللهُ بَيْنَ السَّحَابِ وَمَكَثْنَا"، قال القاضي في "المشارق" 1/ 380: وعند الأسدي "هلتنا" بالهاء، وهو الصواب إن شاء الله.
(¬5) في (س): (هذا).
(¬6) زاد هنا في (د): (أيضًا).
(¬7) وردت هذه اللفظة في مواضع كثيرة منها ما في: "الموطأ" 2/ 769 من قول أبي الدرداء. والبخاري (969)، ومسلم (884) من حديث ابن عباس.
(¬8) "الموطأ" 2/ 927، والبخاري (3578، 5381، 6688)، ومسلم (2040) من حديث أنس. ومسلم (1333/ 403، 1967) من حديث عائشة.
(¬9) في (س): (هلأم).

الصفحة 128