كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

قوله: "مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ" (¬1) قيل: الهامة الحية وكل ذي سم يقتل، وجمعها هوام؛ فأما ما لا يقتل ويسُم فهو السوَّام كالزنبور. وقيل: الهوام: دواب الأرض التي تهم بالناس، ومنه: "طُرُقُ الدَّوَابِّ وَمَأْوى الهَوَامِّ" (¬2) يعني: أن الطريق لا يؤمن فيه، هذا عند التعريس عليه.
قوله: "أَيُوْذِيكَ هَوَامُّكَ؟ " (¬3) يعني: القمل، وأصله: كل ما يدب، وقد جاء: "وَالْقَمْلُ يَتَنَاثَرُ عَلَى وَجْهِهِ" (¬4). وقيل: بل لدبِّها في الرأس، يقال: هو يتهمم رأسه، أي: يفليه.
قوله: "أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ" (¬5)، تقدم في الحاء.
قوله: "في قُلُوبِهِمْ مِنَ الهَلَعِ" (¬6) قيل: هو الجزع نفسه. وقيل: الهلع: قلة الصبر. وقيل: الحرص (¬7). ورجل هلواعة: جزوع حريص، والهلع والهلاع: الجبن عند ملاقاة الأقران، والهلائع: اللئيم.
قوله: "أَخَافُ هَلَعَهُمْ" أي: قلة صبرهم، وفي رواية: "ظَلَعَهُمْ" (¬8) وقد تقدم في الظاء.
قوله: " يَهْمِسُ" (¬9) أي: يسر كلامه، والهمس: الكلام الخفي.
¬__________
(¬1) البخاري (3371) من حديث ابن عباس.
(¬2) مسلم (1926) من حديث أبي هريرة.
(¬3) البخاري (1815)، ومسلم (1201) من حديث كعب بن عجرة.
(¬4) البخاري (1816، 4190، 4517)، ومسلم (1201).
(¬5) البخاري (2893) من حديث أنس.
(¬6) البخاري (923، 7535) من حديث عمرو بن تغلب.
(¬7) في (د، س، ش): (الصبر).
(¬8) البخاري (3145) من حديث عمرو بن تغلب.
(¬9) مسلم (681) من حديث أبي قتادة.

الصفحة 132