كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

الهاءُ مَعَ الوَاوِ
قوله: "حَتَّى تَهَوَّرَ اللَّيْلُ" (¬1) أي: ذهب أكثره وانهدم كما ينهدم البناء، ومنه: {فَانْهَارَ بِهِ} [التوبة: 109] ويقال: تهور الليل وتوهر بمعنىً، وكذلك البناء.
قوله: "فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ" (¬2) أي: يعلمانه اليهودية ويحملانه عليها، وقيل: يكونان سبب الحكم له في الدنيا بحكمهما (¬3) ما دام صغيرًا. و"الْهَوَادَةُ" (¬4): المحاباة، وأصله من التهويد، وهو السكون، أي: لا يسكن ولا يقضي على ترك حق الله تعالى، وقد تقدم تفسير "الْهَوْدَجِ" (¬5). و"الْهَوْلُ": الخوف، ومنه: "خِنْدَقًا مِنَ (¬6) النَّارِ وَهَوْلًا" (¬7) أي: أمر يهول ويخاف منه.
قوله: "لَا هَامَ وَلَا صَفَرَ" (¬8)، وقوله:
"كَيْفَ حَيَاةُ أَصْدَاءٍ وَهَامِ" (¬9)
¬__________
(¬1) مسلم (681) من حديث أبي قتادة.
(¬2) "الموطأ" 1/ 241، والبخاري (1358)، ومسلم (2658) من حديث أبي هريرة.
(¬3) من (أ، م)، وهو ما في "المشارق" 2/ 272.
(¬4) رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 7/ 357 (36673)، وأحمد 1/ 30، 32، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 43 من حديث عمر.
(¬5) البخاري (2661، 4141، 4750)، ومسلم (2770) من حديث عائشة.
(¬6) في (س، ش): (في).
(¬7) مسلم (2797) من حديث أبي هريرة بلفظ: "خَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وَهَوْلًا".
(¬8) "الموطأ" 946/ 2 من حديث ابن عطية.
(¬9) البخاري (3921) من حديث عائشة، وهو عجز بيت من شعر رجل من المشركين قاله بعد بدر يرثي قتلى المشركين فيها، وصدره:
يُحَدِّثُنَا الرَّسُولُ بِأَنْ سَنَحْيَا

الصفحة 145